[size=16]حالة من الزخم الإعلاني تعيشها القاهرة ربما تراها في اي مكان تطأ قدماك هذه الأيام. لافتات ولوحات وكتابات باقلام الدوكو او اللاكية او الزيوت او باستخدام تقنيات الكمبيوتر المبتكرة.. ألوان متداخلة مع بعضها، لا تعطي أي منظر او لون باستثناء ما يمكن ان تراه، مجموعة حروف ربما تعطيك معنى في النهاية وربما لا، وربما قد تستفز مشاعرك فتنفجر من الضحك او السخرية او الاستهزاء، مسببة موجة من الجدل الساخن يكاد يطغى على سخونة الجو غير المحتملة. قد تجد نفسك امام محل مغلق، لن تجد لافتة تكتفي بانه مغلق فقط او مكتوب عليها
" المحل مغلق للصلاة" مثلا كما هو مألوف، فقد تفتق ذهن واحد صاحبنا وعلى ما يبدو انه وبين الحمام علاقة وطيدة فيضع لافتة تقول " عفوا صاحب المحل في الحمام وشكرا" وحمام مغلق اخر مكتوب علية " الحمام مغلق بسبب سرقة الشطافات " وصاحب مطعم يضع لافتة تقول " تنبيه من المطعم.. المطعم غير مفتوح لانه مغلق ".
واصبح مألوفا ان ترى اعلانات ولافتات ينفرد بها المصريون وحدهم دون شعوب الكون فالعادي ان تجد يافطة لمحل حلاقة مثلا تحمل اسم المحل ربما قد تحمل اسما جديدا او غير مألوف لكن تجد ايضا هذه الايام " الورشة الفنية لضبط الجماجم البشرية " بدلا من صالون حلاقة. ويبدو ان لفظ دكتور لم يعد يقتصر على خريج كلية الطب او العامل في الحقل الطبي ومهنة شفاء المرضى مثل الدكتور عضمضم وهو بالمناسبة ليس اخصائي باطنة ولا استشاريا في امراض القلب ولا زميلا في جامعة هارفارد مثلا بل تقول لافتته انه " اخصائي زلابية واستشاري بلح الشام وزميل صوابع زينب " ولا اعجب من عبد المجيد عبده الميكانيكي الذي روج لنفسه بطريقة مختلفة فطبع كروتا شخصية كتب فيها بالاضافة الى اسمه ورقم تليفونه "جراحة تجريبية – قسم فسيولوجي – تعليم سواقة " ولا ندري ما علاقة الثلاثة تخصصات ببعض الا اذا كان ذلك متعلقا بميكنة السيارات.
ومحلات تصنيع الساعات اصبحت ايضا تخلو من كلمة ساعاتي واسم الشخص كما هو مألوف فقد اكتفى احد العاملين في تصنيع الساعات بكتابة يافطة على محله تقول بالخط العريض " دبلوم من سويسرا في تصليح الساعات منذ 1973 " ولا يوجد اسمه ولا حتى رقم تليفونه.
والالفاظ البذيئة ايضا وجدت مجالا في سوق اليافطات الهابطة فلا تستعجب عزيزي القارئ لو ركنت مثلا على سيارة والتفت تحتك ووجد عبارة مكتوبة " ممنوع الجلوس ياحمار " اويصادفك سائق ويضع على زجاج سيارتة لوحة مكتوب عليها " انا حمار لواستعملت الكلاكس لغير الضرورة " او مبنى مكتوب عليه عبارة بالخط العريض " احذر نرجو من الجيران الوسخة عدم إلقاء القمامة هنا ".
والعجب العجاب على السيارات التي صارت لوحات اعلانات متنقلة فربما تقابل واحدة تحمل اسقاطا سياسيا مثل الذي كتب على خلفية سيارته " الله وهب ثلاثة اشياء النيل والاهرامات ومبارك " او يثير ضحكك مثل " البطة المرتاحة للسفر والسياحة " وقد تجد هذه الايام ايضا سيارات "كبداكى " سيارة مطعم تبيع سندوتشات الكبدة اختار صاحبها الاسم على وزن محلات كنتاكى الاميركية. وبمناسبة الكبدة ايضا لا نفوت " روتانا كبدة مش هتقد تقفل بقك " ولا تجزع نفسك اذا صادفت يافطات مثل " مرطبات الحاج زبالة " او "تيك اواى عبده تلوث " او حلويات " العبيط " او اشياء من هذا القبيل.او اخطاء املائية ربما مقصودة بغرض تحقيق عنصر الاثارة في الاعلان مثل " احترس العقار هايل للصقوط غير مسئول " او الدور الثادس".