سبتمر لنزار قبانى
سبتمبر
الشعر يأتي دائما
مع المطر.
و وجهك
الجميل يأتي دائماً
مع المطر.
و الحب لا يبدأ إلا عندما
تبدأ موسيقى المطر..
***
إذا أتى أيلول يا حبيبتي
أسأل عن عينيك كل غيمة
كأن حبي لك
مربوط بتوقيت المطر…
***
مشاهد الخريف تستفزني.
شحوبك الجميل يستفزني.
و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.
و الحلق الفضي في الأذنين
..يستفزني.
و كنزة الكشمير..
و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.
جريدة الصباح..
مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.
رائحة
القهوة فوق الورق اليابس..
تستفزني..
فما الذي أفعله ؟
بين
اشتعال البرق في أصابعي..
و بين أقوال المسيح المنتظر؟
***
ينتابني في أول الخريف
إحساس غريب بالأمان و الخطر..
أخاف
أن تقتربي..
أخاف أن تبتعدي..
أخشى على حضارة الرخام من أظافري..
أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..
أخاف أن يجرفني موج
القضاء و القدر..
***
هل شهر أيلول الذي يكتبني؟
أم أن من
يكتبني هو المطر؟؟
***
أنت جنون شتوي نادر..
يا ليتني أعرف
يا سيدتي
علاقة الجنون بالمطر!!
***
سيدتي
التي
تمر كالدهشة في أرض البشر..
حاملة في يدها قصيدة..
و في اليد
الأخرى قمر..
***
يا امرأة أحبها..
تفجر الشعر إذا داست
على أي حجر..
يا امرأة تحمل في شحوبها
جميع أحزان الشجر..
ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..
يا امرأة توجز تاريخي..
و
تاريخ المطر!!.
قصيده الحب المستحيل
أحبك جدا
واعرف ان الطريق الى
المستحيل طويل
واعرف انك ست النساء
وليس لدي بديل
واعرف أن زمان الحبيب
انتهى
ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول..
احبك جدا..
احبك
جدا وأعرف اني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى..وبيني وبينك
ريح وبرق وغيم ورعد وثلج
ونار.
واعرف أن الوصول اليك..اليك انتحار
ويسعدني..
أن امزق نفسي لأجلك
أيتها الغالية
ولو..ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية..
يا من غزلت قميصك
من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جدا واعرف أني
أسافر في بحر عينيك دون يقين
وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني
أيا
امرأة..تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله ..لا تتركيني
لا تتركيني..
فما أكون أنا اذا لم تكوني
أحبك..
أحبك جدا ..وجدا وجدا وأرفض من نار
حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا..
وما همني..ان خرجت من
الحب حيا
وما همني ان خرجت قتيلا
تحديات
أتحدّى..
من إلى عينيكِ،
يا سيّدتي، قد سبقوني
يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ
وعقودَ الياسمينِ..
أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ
من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ
أن
يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..
أتحدّى..
كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ
منذُ آلافِ القرونِ..
أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً
فيهِ، يا سيّدتي، ما
ذكروني
أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي
وطناً مثلَ فمي..
وسريراً دافئاً..
مثلَ عيوني
أتحدّاهُم جميعاً..
أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً
كمكاتيبِ
غرامي..
أو يجيؤوكِ –على كثرتهم-
بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..
أتحداكِ أنا أن تذكُري
رجلاً من بينِ من أحببتهم
أفرغَ الصيفَ
بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ
أتحدّى..
مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ
والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ
فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى..
تجديني دائماً بينَ السطورْ
إنني أسكنُ في الحبّ..
فما من قبلةٍ..
أُخذتْ.. أو أُعطيتْ
ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...
أتحدّى أشجعَ
الفرسانِ.. يا سيّدتي
وبواريدَ القبيلهْ..
أتحدّى من أحبُّوكِ ومن
أحببتِهمْ
منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ
أتحدّاهم
جميعاً..
أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..
أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ
مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..
أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي
عاشقاً مثلي..
وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري
فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..
واضحكي،
وابكي،
وجوعي،
فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي
موطناً فيهِ تنامينَ
كصدري.
.
الا تجلسين قليلا
ألا تجلسين قليلاً .. ألا
تجلسين ؟
فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني .. كما تعلمين
وما كان بيني وبينك
، لم يك نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً .. كبيراً .. كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعف نريد اغتيال السماء ؟
ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى
؟
ففي القلب شيء كثير .. وحزن كثير ..
وليس من السهل قتل العواطف في
لحظات
وإلقاء حبك في سلة المهملات
فإن تراثاً من الحب ، والشعر ، والحزن
،
والخبز ، والملح ، والتبغ ، والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات ..
فليتك
تفتكرين قليلاً بما تفعلين
فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني ..
كما تعلمين
..
أنا لا أحاول رد القضاء ..
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً
لما
نحن فيه .. وأن الحماقة ليست طريق اليقين
وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك
..
ليست تموت بتلك السهوله
وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب
الجميله
أنا لا أحاول تغيير رأيك .. إن القرار قراراك طبعاً
..
ولكنني أشعر الآن ، أن جذورك تمتد في القلب ،
ذات الشمال ، وذات اليمين
..
فكيف نفك حصار العصافير ،
والبحر ، والصيف ، والياسمين ؟
وكيف نقص
بثانيتين شريطاً غزلناه في عشرات السنين ؟
سأسكب كأساً لنفسي ..
وأنت
؟ تذكرت أنك لا تشربين
أنا لست ضد رحيلك .. لكن ..
تذكرت أن السماء ملبدة
بالغيوم .
وأخشى عليك سقوط المطر ..
فماذا يضيرك لو تجلسين لحين انقطاع المطر
؟
وماذا يضيرك لو تضعين قليلاً من الكحل فوق جفونك ..
أنت بكيت كثيراً
..
ومازال وجهك - رغم اختلاط دموعك بالكحل -
مثل القمر ..
أنا لست
ضد رحيلك .. لكن ..
لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعر ..
عل قليلاً من
الشعر .. يكسر هذا الضجر
.. تقولين إنك لا تعجبين بشعري !!
سأقبل هذا التحدي
الجديد بكل برود ، وكل صفاء ..
وأذكر كم كنت تحتفلين بشعري ..
وتحتضنين حروفي
صباح مساء ..
وأضحك من نزوات النساء ..
فليتك ، سيدتي ، تجلسين
فإن
القضية أكبر منك ، وأكبر مني
كما تعلمين ..
أما زلت غضبى ؟ إذن
سامحيني ..
فأنت حبيبة قلبي على أي حال ..
سأفرض أني تصرفت مثل جميع
الرجال
ببعض الخشونه ..
وبعض الغرور ..
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور
؟
وإحراق كل الشجر ..
أنا لا أحاول رد القضاء ، ورد القدر
ولكنني
أشعر الآن أن اقتلاعك من عصب القلب صعب ..
وإعدام حبك صعب ..
وعشقك صعب ..
وكرهك صعب ..
وقتلك حلم بعيد المنال ..
فلا تعلني الحرب .. إن الجميلات لا
تحترفن القتال
ولا تطلقي النار ذات اليمين ، وذات الشمال
ففي آخر الأمر
..
لن تستطيعي اغتيال جميع الرجال ..